دموع الرجال ظاهرة إنسانية ام علامة ضعف؟
البكاء اصدق تعبير عن المشاعر الإنسانية المختلطة، فدموع العين نافذة تخرج منها كل ما يحتمل في النفس وتعبر عن حزن الإنسان أو سعادته، وتخفف أثقال القلب والصدر، وهي المتنفس الوحيد والصادق لنا.. ولكن يقال إن الرجل لا يبكي وتحديدا أمام المرأة فبكاء الرجل أمام المرأة ضعف،والبعض يرى أنه يكون أقرب للأنثى إذا أطلق العنان لدموعه..
فهل بكاء الرجل من أجل امرأة يفقده الكثير من رصيد رجولته؟ هل يحوله إلى إنسان مهزوز؟؟ هل البكاء وليد لعيون النساء فقط؟ و اخيراً هل عيون الرجال بليدة للإحساس بالدموع؟
«الرياض» استطلعت آراء عدد من الرجال والنساء في موضوع بكاء الرجل هل هو علامة ضعف أو قوة؟وهل للموقف المبكي علية دور في القوة والضعف؟
¤ لؤلؤة ثمينة ¤
في البداية تحدث إلينا الأستاذ عبدا لله الحامد معلم بالمرحلة الثانوية.. فيقول:تعلمنا منذ صغرنا في مجتمعاتنا أن دموع الرجال لؤلؤة ثمينة مع أننا جميعاً بكينا صغاراً وكباراً وينتظرنا بكاء كثير. علّمونا أن الرجل بلا قلب ولا مشاعر، قاسٍ كالصخر لا يبكي، لا يضحك أمام الناس. فيما سمحوا للمرأة أن تبكي ما تشاء ليس حباً منهم في منح المرأة مزيداً من الحرية بل لأنهم يعتبرون النساء العنصر الأضعف في المجتمع والذي لا سلاح له سوى البكاء فقالوا: سلاح المرآة دموعها يجردها من أية قدرة على مواجهة الصعاب ومواجهة التحديات. فالمرأة في الشارع العربي هي الوسيلة التي يعلق عليها الرجال أخطاءهم ويبررون ضعفهم.
وتساءل عبدالله... أليس البكاء ظاهرة إنسانية، ألا يعبر عن مشاعر الحزن أو الفرح لدى الإنسان؟ تلك المشاعر التي خلقها الله في عباده فميزهم عن الحيوانات وسائر المخلوقات؟
ألا يبكي الإنسان عندما يفقد أباه أو أمه أو عزيزاً عليه؟ ألا يبكي السجين فرحاً بعد الإفراج عنه؟ ألا يبكي الحبيب عندما يفقد محبوبة. ألم يبك أحدكم حزناً على الأطفال المشردين من الحروب في كوسوفو والبوسنة والشيشان ولبنان وفلسطين؟ ! ألم تشاهدوا على شاشات التلفزيون الرجال يبكون حزناً على رحيل أبنائهم وأهلهم في الحروب؟! فلماذا يخفي الرجال دموعهم ولماذا يكفون أحزانهم؟ نعم لماذا هذه الظاهرة المصطنعة، لماذا لا نظهر على حقيقتنا ونعلنها بوضوح تام أن الدموع للرجال والنساء وأنها ظاهرة إنسانية، تكون إيجابية عندما تتساقط في أوقاتها المناسبة وتكون غير ضرورية ويجب أن تتوقف عندما تذرف في غير موضعها، سواء ذرفها الرجال أم النساء. وينصح الأستاذ عبدالله الآباء بقوله:، إذا بكي أطفالكم فلا تعلموهم أن البكاء عار. لأنهم إن اضطروا للبكاء يوماً فسوف يشعرون بالإحباط والفشل، بل علموهم أن البكاء ظاهرة إنسانية وعليهم أن لا يتخذوه وسيلة لتحصيل ما يريدونه من آبائهم وأولياء أمورهم.
¤ نظرة المجتمع ¤
أما ناصر محمد.. موظف فيقول:البكاء حق مشروع لكلا ال***ين.. وبالنسبة للرجل فأنا أرى أن الرجل يكبت دموعه أحيانا من أجل نظرة المجتمع.. لان المجتمع لا يعترف بهذه الدموع ويعتبرها ضعفاً وخاصة إذا كانت من أجل أنثى.. ولكن هناك مواقف عديدة يبكي فيها الرجل مجاهرة منها البكاء من خشية الله،والبكاء لفقد عزيز. أما من جهة هل بكاء الرجل قوة أم ضعف فيقول ناصر: باعتقادي أن دموع الرجل عندما تذرف بمكانها الصحيح قوة.. ولكن هذا لا يعني ألا يبكي ولكنني أفضل أن يبكي بعيدا عن أنظار الآخرين وخاصة زوجته وبناته لان المرأة عندما ترى دموع الرجل قد يفقد شيئاً من احترامه ورجولته امامها.
¤ ربط ساذج ¤
أما أحمد حسين فيقول: الربط الساذج بين الرجولة والبكاء يصادر إنسانية الرجل ويصوره على أنه رجل بلا مشاعر وأحاسيس.. فأنا أعترف أنني أبكي ولا أتحرج من قول ذلك.. وكم من مرة بكيت من أجل المرأة وخاصة أمي.. واعتبرتها أغلى دموع ذرفتها عندما توفيت وكلما تذكرتها تنهمر دموعي فورا دون أن اخجل من المكان أو الزمان المتواجد أنا فيه.دموع عزيزة أما علي العلي.. فيقول: دموع الرجل ضعف مهما كان نوعها.. فأنا أرى أن دموع الرجال عزيزة لا يجب أن تخرج بسهولة كالنساء.. فيجب على الرجل أن يبكي بلا دموع وأن تكون مشاعره صامته حتى يحتفظ برجولته ولا ينقصها أمام إمرأة.. ويضيف متسائلا من هي المرأة التي تستحق أن أبكي من أجلها؟ كانت هذه آراء عدد من الرجال.. فماذا قالت النساء في دموع الرجال؟
¤ مكابرة الرجال ¤
نهى خالد معلمة تقول: من الجميل أن يتحرر الرجل من قيود المجتمع ويطلق العنان لدموعه لتنزل بكل رقه لأن الدموع تنفيس عن مشاعر مكبوتة.. ولكن بعض الرجال يكابر عن ذرف الدموع بحجة ألا يفقد رجولته أو تنتقصه امرأة.. ولكن دموع الرجال بالنسبة لي عزيزة وتزيد من رجولته عندي لأنني أرى فيها سحر الرجل وجماله..
وتضيف فالرجل الذي يبكي يعبر عن مشاعر وأحاسيس شفافة وتظهر مدى الحنان الذي يحمله الرجل بقلبه للشخص الذي يبكي عليه . وليعتبر الرجال هذه دعوة مني لهم للبكاء بأي وقت .
¤ مشاركة بالبكاء ¤
(دموع الرجال ليست معيبة أو مهينة) بهذه العبارة تحدثت أم هاشم وقالت:أنا أحب الرجل الذي يبكي دون حرج وخاصة في المواقف التي تستدعي بكاءه فيها..
فأبو هاشم عندما يبكي يكبر في نظري وحتى أنني في أحايين كثيرة أشاركه البكاء لأنني أشعر أن بكاءه صادق ونابع من الداخل ليس كبكائنا نحن النساء.. وتؤكد أم هاشم أنها لم تنظر إلى دموعه على أنها نقطة ضعف بل بالعكس فقد أحببته أكثر .
فمن حق الرجل أن يبكي فهو إنسان.
¤ عباءة الرجل ¤
أما حنان فقد كانت نظرتها لدموع الرجل رومانسية فهي تعتبر أن دموعه تمد جسراً من المحبة بين الرجل وأنثاه ولا تنتقص من كبريائه بل هي تعكس رجولة فوق الوصف.. فيكفيني أنه خرج من عباءة الرجل التقليدية وقبل أن ترى امرأة دموعه وهي تنهمر.
¤ التحكم بالمشاعر ¤
عبير تفضل تماسك الرجل وعدم ذرف الدموع أمامها مع أن دموعه تعبر عن مدى حنانه وعطفه.. وبكل ما تحتويه من معان رقيقة إلا أن المسألة مسالة جدلية لا تتفق عليها كل النساء.. ذلك أن البكاء شكل من أشكال الضعف المقترن في أذهاننا بالأنوثة فاعتدنا أن المرأة هي التي تبكي أمام الرجل ومن أجلة لا العكس.
وتضيف أن المرأة الشرقية ترى أن الرجل الذي يبكي رجل ضعيف الشخصية لا يملك إرادة الرجل القوية في التحكم بمشاعره.. لذلك نجد الرجل الشرقي يحبس دموعه ويمنع نفسه من البكاء .
¤ البكاء بصمت ¤
وتقول بدرية: الرجل الذي يبكي هو رجل رقيق المشاعر وطيب جدا، وأنا اعلم أن الرجل بحكم فطرته يتحمل ما لا تطيق المرأة احتماله فلا تظهر دموعه إلا في أصعب المواقف فإذا رأيت دمعة الرجل فمعنى ذلك انه وصل إلى قمة الحزن واليأس، وهي اصدق بكثير من دموع النساء، ولا اعني أن دموع المرأة ليست صادقة، ولكنها قد تكون شديدة التأثر والحساسية بعكس الرجل الذي لا يبكي أبدا وان بكى فهذا يدل على شدة الموقف وصعوبته. وتتساءل بدرية: لماذا لا يبكي بعض الرجال فالبكاء لا يدل على الضعف والانهزامية إنما يريح النفس وهو انفجار يحدث نتيجة لضغوط معينة، فأتمنى ألا يبالغ بعض الرجال في كبريائهم حتى لا تتحول الضغوط والآلام في نفسه إلى حسرات وأمراض نفسية، وأنا اعلم أن بعض الرجال يتقن البكاء بصمت ولكن ذلك يتعب نفسه كثيرا فالبكاء راحة ودواء للنفوس.
¤ معايير اجتماعية ¤
وللدكتور محمد السيد استشاري طب نفسي رأي في الموضوع حيث يقول:بكاء الرجل شكل من أشكال التعبير عن المشاعر التي تجسد لحظات من الفرح والحزن،فالدموع تريح النفس وتخفف الضغط الذي يعانيه الرجل في مختلف نواحي الحياة.
ويضيف الدكتور محمد أن البيئة الشرقية وضعت قيوداً على تعبير الرجل عن مشاعره وعواطفه بالدموع فنسبت إليه الضعف الأمر الذي أوصله في بعض الأحيان للأمراض النفسية نتيجة الكبت وعدم التفريغ النفسي بالبكاء.. وذلك أنه من صغره وهم يقولون البكاء للنساء أنت رجل والرجال لا تبكي... فهذه المعايير الاجتماعية تشكل عبئا وهما على الرجال لأنهم يدركون الخلفية السلبية للبكاء عند النساء لذلك نجد معظم الرجال قد نسوا أن يبكوا وكان عقولهم وبشكل مبرمج ترفض فكرة البكاء فيخسرون مع الوقت التوازن النفسي المطلوب. ويختم الدكتور محمد حديثه بأهمية البكاء في حياة الرجل فكل منا معرض لأن يكون في أزمة لذلك حين نبكي نكون في حاجة إلى دعم عاطفي من الطرف الآخر.. فالدموع من نعم الله علينا كي نستعيد توازننا وننفس عن التراكمات والضغوط.
تقبلـــو فـآإئق ودي وإحتــرـآمي ..
أخوٍكم ابــــــو زايد
البكاء اصدق تعبير عن المشاعر الإنسانية المختلطة، فدموع العين نافذة تخرج منها كل ما يحتمل في النفس وتعبر عن حزن الإنسان أو سعادته، وتخفف أثقال القلب والصدر، وهي المتنفس الوحيد والصادق لنا.. ولكن يقال إن الرجل لا يبكي وتحديدا أمام المرأة فبكاء الرجل أمام المرأة ضعف،والبعض يرى أنه يكون أقرب للأنثى إذا أطلق العنان لدموعه..
فهل بكاء الرجل من أجل امرأة يفقده الكثير من رصيد رجولته؟ هل يحوله إلى إنسان مهزوز؟؟ هل البكاء وليد لعيون النساء فقط؟ و اخيراً هل عيون الرجال بليدة للإحساس بالدموع؟
«الرياض» استطلعت آراء عدد من الرجال والنساء في موضوع بكاء الرجل هل هو علامة ضعف أو قوة؟وهل للموقف المبكي علية دور في القوة والضعف؟
¤ لؤلؤة ثمينة ¤
في البداية تحدث إلينا الأستاذ عبدا لله الحامد معلم بالمرحلة الثانوية.. فيقول:تعلمنا منذ صغرنا في مجتمعاتنا أن دموع الرجال لؤلؤة ثمينة مع أننا جميعاً بكينا صغاراً وكباراً وينتظرنا بكاء كثير. علّمونا أن الرجل بلا قلب ولا مشاعر، قاسٍ كالصخر لا يبكي، لا يضحك أمام الناس. فيما سمحوا للمرأة أن تبكي ما تشاء ليس حباً منهم في منح المرأة مزيداً من الحرية بل لأنهم يعتبرون النساء العنصر الأضعف في المجتمع والذي لا سلاح له سوى البكاء فقالوا: سلاح المرآة دموعها يجردها من أية قدرة على مواجهة الصعاب ومواجهة التحديات. فالمرأة في الشارع العربي هي الوسيلة التي يعلق عليها الرجال أخطاءهم ويبررون ضعفهم.
وتساءل عبدالله... أليس البكاء ظاهرة إنسانية، ألا يعبر عن مشاعر الحزن أو الفرح لدى الإنسان؟ تلك المشاعر التي خلقها الله في عباده فميزهم عن الحيوانات وسائر المخلوقات؟
ألا يبكي الإنسان عندما يفقد أباه أو أمه أو عزيزاً عليه؟ ألا يبكي السجين فرحاً بعد الإفراج عنه؟ ألا يبكي الحبيب عندما يفقد محبوبة. ألم يبك أحدكم حزناً على الأطفال المشردين من الحروب في كوسوفو والبوسنة والشيشان ولبنان وفلسطين؟ ! ألم تشاهدوا على شاشات التلفزيون الرجال يبكون حزناً على رحيل أبنائهم وأهلهم في الحروب؟! فلماذا يخفي الرجال دموعهم ولماذا يكفون أحزانهم؟ نعم لماذا هذه الظاهرة المصطنعة، لماذا لا نظهر على حقيقتنا ونعلنها بوضوح تام أن الدموع للرجال والنساء وأنها ظاهرة إنسانية، تكون إيجابية عندما تتساقط في أوقاتها المناسبة وتكون غير ضرورية ويجب أن تتوقف عندما تذرف في غير موضعها، سواء ذرفها الرجال أم النساء. وينصح الأستاذ عبدالله الآباء بقوله:، إذا بكي أطفالكم فلا تعلموهم أن البكاء عار. لأنهم إن اضطروا للبكاء يوماً فسوف يشعرون بالإحباط والفشل، بل علموهم أن البكاء ظاهرة إنسانية وعليهم أن لا يتخذوه وسيلة لتحصيل ما يريدونه من آبائهم وأولياء أمورهم.
¤ نظرة المجتمع ¤
أما ناصر محمد.. موظف فيقول:البكاء حق مشروع لكلا ال***ين.. وبالنسبة للرجل فأنا أرى أن الرجل يكبت دموعه أحيانا من أجل نظرة المجتمع.. لان المجتمع لا يعترف بهذه الدموع ويعتبرها ضعفاً وخاصة إذا كانت من أجل أنثى.. ولكن هناك مواقف عديدة يبكي فيها الرجل مجاهرة منها البكاء من خشية الله،والبكاء لفقد عزيز. أما من جهة هل بكاء الرجل قوة أم ضعف فيقول ناصر: باعتقادي أن دموع الرجل عندما تذرف بمكانها الصحيح قوة.. ولكن هذا لا يعني ألا يبكي ولكنني أفضل أن يبكي بعيدا عن أنظار الآخرين وخاصة زوجته وبناته لان المرأة عندما ترى دموع الرجل قد يفقد شيئاً من احترامه ورجولته امامها.
¤ ربط ساذج ¤
أما أحمد حسين فيقول: الربط الساذج بين الرجولة والبكاء يصادر إنسانية الرجل ويصوره على أنه رجل بلا مشاعر وأحاسيس.. فأنا أعترف أنني أبكي ولا أتحرج من قول ذلك.. وكم من مرة بكيت من أجل المرأة وخاصة أمي.. واعتبرتها أغلى دموع ذرفتها عندما توفيت وكلما تذكرتها تنهمر دموعي فورا دون أن اخجل من المكان أو الزمان المتواجد أنا فيه.دموع عزيزة أما علي العلي.. فيقول: دموع الرجل ضعف مهما كان نوعها.. فأنا أرى أن دموع الرجال عزيزة لا يجب أن تخرج بسهولة كالنساء.. فيجب على الرجل أن يبكي بلا دموع وأن تكون مشاعره صامته حتى يحتفظ برجولته ولا ينقصها أمام إمرأة.. ويضيف متسائلا من هي المرأة التي تستحق أن أبكي من أجلها؟ كانت هذه آراء عدد من الرجال.. فماذا قالت النساء في دموع الرجال؟
¤ مكابرة الرجال ¤
نهى خالد معلمة تقول: من الجميل أن يتحرر الرجل من قيود المجتمع ويطلق العنان لدموعه لتنزل بكل رقه لأن الدموع تنفيس عن مشاعر مكبوتة.. ولكن بعض الرجال يكابر عن ذرف الدموع بحجة ألا يفقد رجولته أو تنتقصه امرأة.. ولكن دموع الرجال بالنسبة لي عزيزة وتزيد من رجولته عندي لأنني أرى فيها سحر الرجل وجماله..
وتضيف فالرجل الذي يبكي يعبر عن مشاعر وأحاسيس شفافة وتظهر مدى الحنان الذي يحمله الرجل بقلبه للشخص الذي يبكي عليه . وليعتبر الرجال هذه دعوة مني لهم للبكاء بأي وقت .
¤ مشاركة بالبكاء ¤
(دموع الرجال ليست معيبة أو مهينة) بهذه العبارة تحدثت أم هاشم وقالت:أنا أحب الرجل الذي يبكي دون حرج وخاصة في المواقف التي تستدعي بكاءه فيها..
فأبو هاشم عندما يبكي يكبر في نظري وحتى أنني في أحايين كثيرة أشاركه البكاء لأنني أشعر أن بكاءه صادق ونابع من الداخل ليس كبكائنا نحن النساء.. وتؤكد أم هاشم أنها لم تنظر إلى دموعه على أنها نقطة ضعف بل بالعكس فقد أحببته أكثر .
فمن حق الرجل أن يبكي فهو إنسان.
¤ عباءة الرجل ¤
أما حنان فقد كانت نظرتها لدموع الرجل رومانسية فهي تعتبر أن دموعه تمد جسراً من المحبة بين الرجل وأنثاه ولا تنتقص من كبريائه بل هي تعكس رجولة فوق الوصف.. فيكفيني أنه خرج من عباءة الرجل التقليدية وقبل أن ترى امرأة دموعه وهي تنهمر.
¤ التحكم بالمشاعر ¤
عبير تفضل تماسك الرجل وعدم ذرف الدموع أمامها مع أن دموعه تعبر عن مدى حنانه وعطفه.. وبكل ما تحتويه من معان رقيقة إلا أن المسألة مسالة جدلية لا تتفق عليها كل النساء.. ذلك أن البكاء شكل من أشكال الضعف المقترن في أذهاننا بالأنوثة فاعتدنا أن المرأة هي التي تبكي أمام الرجل ومن أجلة لا العكس.
وتضيف أن المرأة الشرقية ترى أن الرجل الذي يبكي رجل ضعيف الشخصية لا يملك إرادة الرجل القوية في التحكم بمشاعره.. لذلك نجد الرجل الشرقي يحبس دموعه ويمنع نفسه من البكاء .
¤ البكاء بصمت ¤
وتقول بدرية: الرجل الذي يبكي هو رجل رقيق المشاعر وطيب جدا، وأنا اعلم أن الرجل بحكم فطرته يتحمل ما لا تطيق المرأة احتماله فلا تظهر دموعه إلا في أصعب المواقف فإذا رأيت دمعة الرجل فمعنى ذلك انه وصل إلى قمة الحزن واليأس، وهي اصدق بكثير من دموع النساء، ولا اعني أن دموع المرأة ليست صادقة، ولكنها قد تكون شديدة التأثر والحساسية بعكس الرجل الذي لا يبكي أبدا وان بكى فهذا يدل على شدة الموقف وصعوبته. وتتساءل بدرية: لماذا لا يبكي بعض الرجال فالبكاء لا يدل على الضعف والانهزامية إنما يريح النفس وهو انفجار يحدث نتيجة لضغوط معينة، فأتمنى ألا يبالغ بعض الرجال في كبريائهم حتى لا تتحول الضغوط والآلام في نفسه إلى حسرات وأمراض نفسية، وأنا اعلم أن بعض الرجال يتقن البكاء بصمت ولكن ذلك يتعب نفسه كثيرا فالبكاء راحة ودواء للنفوس.
¤ معايير اجتماعية ¤
وللدكتور محمد السيد استشاري طب نفسي رأي في الموضوع حيث يقول:بكاء الرجل شكل من أشكال التعبير عن المشاعر التي تجسد لحظات من الفرح والحزن،فالدموع تريح النفس وتخفف الضغط الذي يعانيه الرجل في مختلف نواحي الحياة.
ويضيف الدكتور محمد أن البيئة الشرقية وضعت قيوداً على تعبير الرجل عن مشاعره وعواطفه بالدموع فنسبت إليه الضعف الأمر الذي أوصله في بعض الأحيان للأمراض النفسية نتيجة الكبت وعدم التفريغ النفسي بالبكاء.. وذلك أنه من صغره وهم يقولون البكاء للنساء أنت رجل والرجال لا تبكي... فهذه المعايير الاجتماعية تشكل عبئا وهما على الرجال لأنهم يدركون الخلفية السلبية للبكاء عند النساء لذلك نجد معظم الرجال قد نسوا أن يبكوا وكان عقولهم وبشكل مبرمج ترفض فكرة البكاء فيخسرون مع الوقت التوازن النفسي المطلوب. ويختم الدكتور محمد حديثه بأهمية البكاء في حياة الرجل فكل منا معرض لأن يكون في أزمة لذلك حين نبكي نكون في حاجة إلى دعم عاطفي من الطرف الآخر.. فالدموع من نعم الله علينا كي نستعيد توازننا وننفس عن التراكمات والضغوط.
تقبلـــو فـآإئق ودي وإحتــرـآمي ..
أخوٍكم ابــــــو زايد