: : صلاتي...حياتي : :

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

: : صلاتي...حياتي : :

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي

: : صلاتي...حياتي : :

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مـــــــنتديــــــــــــــات صـــــــــلاتي..حــــــــــــــياتي


    الأنس والجن

    ابى يحيى
    ابى يحيى
    المشرف
    المشرف


    ذكر عدد المساهمات : 138
    نقاط : 55509
    السٌّمعَة : 7
    تاريخ التسجيل : 15/04/2009
    العمر : 46

    الأنس والجن Empty الأنس والجن

    مُساهمة من طرف ابى يحيى السبت أكتوبر 08, 2011 4:17 pm

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    سؤال الفتوى :
    هل التعامل مع الجن المسلم جائز شرعا ؟؟؟ هل يجوز الزواج من جنية مسلمة ؟؟؟

    اسم المفتي: محمد غياث الصباغ

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

    لاشك أن الجن خلق من مخلوقات الله عز وجل ولهم أحكامهم الخاصة فلهم القدرة على التطور والتشكل في صور الإنس والبهائم ، فيتصورون في صور الحيات ، والعقارب ، وفي صور الإبل ، والبقر ، والغنم ، والخيل ، والبغال ، والحمير ، وفي صور الطّير ، وفي صور بني آدم ، كما أتى الشيطان قريشاً في صورة سراقة بن مالك بن جعشم لما أرادوا الخروج إلى بدر.
    وكما روي أنه تصور في صورة شيخ نجدي لما اجتمعوا بدار الندوة للتشاور في أمر الرسول صلى الله عليه وسلم هل يقتلونه ، أو يحبسونه ، أو يخرجونه ، وورد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أن بالمدينة نفراً من الجن قد أسلموا فمن رأى شيئاً من هذه العوامر فليؤذنه ثلاثاً فإن بدا له بعد فليقتله فإنه شيطان" .

    قال ابن عابدين : تشكلهم ثابت بالأحاديث ، والآثار ، والحكايات الكثيرة.

    ومن خصائص الجن أنهم يرون الإنس ولا يراهم الإنس إلا نادراً ، قال تعالى : {إنَه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم}
    واتفق العلماء على أن الجن مكلفون مخاطبون لقوله تعالى : {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}

    وأجمع العلماء على دخول الجن في عموم بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وأن الله تعالى أرسل محمداً صلى الله عليه وسلم إلى الجن والإنس، ففي الصحيحين من حديث جابر بن عبد اللّه أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "كان النبي يبعث إلى خاصة قومه وبعثت أنا إلى الجن والإنس".

    وأما التناكح بين الجن والإنس فاختلف فيه العلماء فقد سئل قاضي القضاة شرف الدين البارزي: إذا أراد مكلف أن يتزوج بامرأة من الجن - عند فرض إمكانه - فهل يجوز ذلك أو يمتنع؟
    فكان مما أجاب –رحمه الله-: لا يجوز له أن يتزوج بامرأة من الجن , لمفهوم الآيتين الكريمتين , قوله تعالى في سورة النحل: { والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا } وقوله في سورة الروم: { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا } قال المفسرون في معنى الآيتين { جعل لكم من أنفسكم } أي: من جنسكم ونوعكم وعلى خلقكم , كما قال تعالى: { لقد جاءكم رسول من أنفسكم } أي: من الآدميين . اهـ

    وأضاف غيره من وجوه التحريم ما روى حرب الكرماني في مسائله عن أحمد وإسحاق عن الزهري قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نكاح الجن" والحديث وإن كان مرسلا فقد اعتضد بأقوال العلماء .

    وفي كتاب " منية المفتي عن الفتاوى السراجية " من كتب الحنفية: لا يجوز المناكحة بين الإنس والجن وإنسان الماء، لاختلاف الجنس . ومنها : أن النكاح شرع للألفة والسكون والاستئناس والمودة , وذلك مفقود في الجن , بل الموجود فيهم ضد ذلك , وهو العداوة التي لا تزول . ومنها : أنه لم يرد الإذن من الشرع في ذلك , فإن الله تعالى قال: { فانكحوا ما طاب لكم من النساء } والنساء : اسم لإناث بني آدم خاصة , فبقي ما عداهن على التحريم ; لأن الأصل في الأبضاع الحرمة حتى يرد دليل على الحل . ومنها : أنه قد منع من نكاح الحر للأمة لما يحصل للولد من الضرر بالإرقاق (أن يصير عبدا مملوكااَ), ولا شك أن الضرر بكونه من جنية وفيه شائبة من الجن خَلقا وخلُقا , وله بهم اتصال ومخالطة أشد من ضرر الإرقاق (العبودية) الذي هو مرجو الزوال بكثير , فإذا منع من نكاح الأمة مع الاتحاد في الجنس للاختلاف في النوع فلأن يمنع من نكاح ما ليس من الجنس من باب أولى . وهذا تخريج قوي, ويقويه أيضا أنه نهى عن إنزاء الحمر على الخيل , وعلة ذلك اختلاف الجنس وكون المتولد منها يخرج عن جنس الخيل , فيلزم منه قلتها , وفي حديث النهي: "إنما يفعل ذلك الذين لايعلمون" فالمنع من ذلك فيما نحن فيه أولى . وإذا تقرر المنع , فالمنع من نكاح الجني الإنسية أولى وأحرى .

    لكن أجاز المناكحة بين الإنس والجن بعض فقهاء الشافعية وهو المعتمد في المذهب ففي "حاشية الجمل" من كتب الشافعية: ( قوله لكن جوزه القمولي ) أي فيجوز نكاح آدمي لجنية وعكسه واعتمده شيخنا محمد الرملي وأتباعه. وفي "حاشية البجيرمي على الخطيب": ( قوله فلا يجوز للآدمي نكاح جنية ) أي وعكسه اعتمده ابن حجر، قال : لأن الله تعالى امتن علينا بجعل الأزواج من أنفسنا ليتم التآنس بها أي في قوله تعالى: { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا } , وجواز ذلك يفوت الامتنان وفي حديث : "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نكاح الجن". وأجيب بأنه يجوز أن يكون الامتنان بأعظم الأمرين والنهي للكراهة لا للتحريم.

    وكذلك أجاز المالكية التناكح بين بني آدم والجن كما في "منح الجليل شرح مختصر خليل". وقال ابن العربي: نكاح الجن الإنس جائز عقلا فإن صح نقلا فبها ونعمت وإلا بقي على أصل الجواز العقلي.

    وفي "الفواكه الدواني" من فقه المالكية :وقول ابن عرفة (بآدمية) يقتضي عدم صحة نكاح الجنية، وليس كذلك , فقد سئل الإمام مالك رضي الله عنه عن نكاح الجن فقال : لا أرى به بأسا في الدين , ولكن أكره أن توجد امرأة حاملة فتدعي أنه من زوجها الجني فيكثر الفساد , فقوله لا بأس يقتضي الجواز اهـ.
    وأما التعامل معهم فينبني على الخلاف السابق أن من أجاز المناكحة بين الإنس والجن فمن باب أولى أن يجيز بقية التعاملات.

    والله أعلم
    أحد الباحثين عن جواب
    اخي زاهي من خلال بحثي في فتاوى دار الافتاء بحلب وجدت تقريبا الاجابة على سؤالك ولكن ليست مؤيدة بالادلة
    وساضعها للفائدة والنفع

    وساضع السؤال والجواب كما رايته

    س:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...منذ أكثر من عشرة أشهر ظهرت لي بنت من الجن وطلبت مني الزواج على سنة الله ورسوله وبعد ما تحاورت معها اعترفت انها من سكان المنزل الذي أعيش فيه وحضرت لي والدها ووالدتها وثبت انهم مسلمون يؤمنون بالله ورسوله وانهم مقيمين عندنا بالمنزل وانهم من سكانه وعماره وان بنتهم كانت تحبني منذ اكثر من عشر سنوات وهي تلازمني اين ما توجهت وانها لا تريد الإعتداء ولا تريد الحرام انما تطلب الزواج الشرعي على سنة الله ورسوله ولن تتدخل بيني وبين زوجتي الإنسية وانما سيكون حالها مثل اي زوجة ثانية. وهي الآن عندي منذ اكثر من سنة نتكلم ونتحاور ولم يحدث بيننا اي اقتراب او شيء مخالف للشرع(علما بأنها فتاة جميلة جدا محجبة) وهي تحبني كثيرا وتذكرني بالله وبالصلاة وعندما انهرها وأقول لها لا استطيع في الوقت الحاضر الزواج منك تبكي وتتألم بشدة وتترجاني وتقول لا اريد من ك اي مصروف ولا نفقه بل اريد الزواج على سنة الله ورسولة ووجدتها تصلي وتقرا القران وتذكر الله كثيرا بمعنى انها مؤمنة هي واهلها. وأخبروني أهلها اذا قبلت الزواج منها سوف يحضروا الشهود والكاتب....الخأرجو من سماحتكم تبيين الحكم الشرعي هل اتزوجها على بركة الله ام ماذا افعل معها كلما نهرتها وابعدتها اخذت تبكي كثيرا وتقول اتق الله في انا احبك واعشقك ولا استطيع العيش بدونك وتقول هي واهلها اننا ليس لدينا اي شروط سوى احترامها ومعاشرتها بالمعروف ونحن سنكون في خدمتك بما يرضي الله.ارجو اني وضحت الحالة الذي انا اعاني منها ارجوا منكم ارشادي هل يجوز شرعا الزواج علما بانها لا تفارقني في اي وقت اراها ولم ارى منها ما يكره.وهل من أهل العلم من اجاز الزواج من الجن؟

    الفتوى
    أهل العلم يقولون بعدم إمكانية تزوج الإنس بالجِنة وبالعكس لاختلاف النوع كما لا يمكن أن يتم بين فصائل متنوعة بين المخلوقات الأخرى ويستبعدونه كلياًوما تراه وما خاطبتك به من طلب الزواج إنما هو للمزاوجة بالمعنى اللغوي لا الشرعي وهذا ما يطمئن إليه القلب
    أدلة تثبت أن الجن مكلفون


    المكلف في اللغة هو المأمور بعمل فيه مشقة.
    أما المكلف الشرعي فهو المأمور بوحدانية الله وطاعته بامتثال أوامره وترك نواهيه.
    وآيات القرآن تقدم في كثير منها ذكر الجن قبل الإنسان فالآية (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) الذاريات 56 دلالة الآية واضحة بالتكليف.

    وآية المخاطبة (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان) الرحمن 33.
    وفي آيات أخر تقدم ذكرهم وهي دلالة التكليف.
    وقال الفخر الرازي (محمد بن عمر الحسن بن الحسين التيمي البكري القرشي) في تفسيره أطبق الكل على أن الجن مكلفون وأيده القاضي عبد الجبار أن لا خلاف بين أهل النظر في تكليفهم )
    وآية الرحمن في قوله تعالى : (سنفرغ لكم أيها الثقلان) الرحمن31، تؤدى معنى الوعيد أن الله سيحاسب كلاً من الإنس ومن الجن والحساب لا يكون إلا على مكلف مأمور

    ثم جاءت الآية 32 (فبأي آ لاء ربكما تكذبان).
    فبأي نعمة من نعمه تكذبان أيها الإنس وأيها الجن وال تثنية في الآيات تدل عليهما.
    روى الترمذي، قال : حدثنا عبد الرحمن بن واقد أبو مسلم السعدي، حدثنا الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد عن محمد بن المنكدر عن جابر قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها، فسكتوا فقال: (لقد قرأتها على الجن فكانوا أحسن مردوداً منكم، كنت كلما أتيت علي قوله – فبأي آلاء ربكما تكذبان - قالوا ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد)

    ومن شذ بقول أو اعتقاد أن الجن غير مكلفين، أو كذّب وجودهم، أو إعتبر الجن خرافات، أو حكايات لأنه لا يؤمن إلا بالحسيات والملموسات، فلسنا معه في شيء ، لأن من نكر وجود الجن نكر القرآن ونكر السنة.
    والقرآن والسنة أثبتا وجودهم وما أكثر آيات القرآن عن الجن وأعمالهم وما تقدم من الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم تعطيك الحجة.

    * * * * *

    هل ينكح الإنسي الجنية والجني الإنسية ؟

    من المعروف أن الجن يتزوجون ويتوالدون كالإنس تماماً ، ومتعة حياة الناس الزواج، والمألوف أن الإنسي مطلوب منه التزوج لي تمتع بحياة غريزية بشرية وجدت في تكوينه بإنسية مثله ، لأن الطبع واحد والألفة واحدة والطباع العامة واحدة.
    قال تعالى : (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها) الروم 21.
    وقد وُجدتْ حواء من آدم ثم كانت زوجة له ، لكن كثيراً من علماء الإسلام أباح زواج الجني بالإنسيّة والإنسي بالجنيّة، وهو في السمع العادي بين غير مألوف ونادر الحصول.
    لكن فتاوى العلماء لا تأتي من فراغ وإن تضاربت فيها الآراء ، ونورد لك أقوال بعض العلماء حول ما ذكر :

    أولاً: الآية القرآنية من سورة الرحمن (لم يطمثهن قبلهم إنس ولا جان) في وصف الله للحور العين بأنهن أبكاراً .

    والآية دليل صريح أن الجن يستطيع الطمث، والطمث الجماع، وما دام يقدر طمث الحور العين فكذلك الإنسيّة. وهذا القول يقوله الترمذي والمهدوي والثعلبي .

    ثانياً: يذكر بعض رواة الحديث أن أبا هريرة رضي الله عنه، ذكر حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال (كان أحد أبوي بلقيس جنياً) .
    ؟!


    وذكر المفسر القرطبي هذا الحديث في الجزء (13) من تفسيره في الصفحة211وأورد القصة الآتية :
    أن ا لملكة بلقيس هي بنت السرح بن الهداهد بن شراحيل بن إدد ينتهي نسبها إلى سام بن نوح عليه السلام،
    وكان أبوها وزيراً لملك عاتِِ يغتصب نساء الرعية، وكان أبوها (السرح) غيورا ً فلم يتزوج، فصحب مرة رجلاً في الطريق لا يعرفه فقال له، هل لك في زوجة، قال لا ولن أتزوج أبداً، لأن ملك بلادنا يغتصب النساء من أزواجهن ، فقال له إن تزوجت ابنتي فلن يغتصبها أبداً ، قال له بل يغتصبها ، قال إننا قوم من الجن لا يقدر علينا، فتزوج إبنته فولدت بلقيس.
    على هذه القصة يأتي حديث الرسول كما قال أحد أبوي بلقيس من الجن فكانت أمها هنا جنيَّة وأبوها إنسي يمني هو "السرح" وقد وصفت بلقيس أنها بارعة الجمال ولما تزوجها سيدنا سليمان عليه السلام بعد أن أسلمت وكانت تعبد الشمس.

    ثالثاً: ، الإمام مالك إمام المدينة رضي الله عنه سأل جماعة من أهل اليمن وذكروا له أن جنياً يريد أن يتزوج جارية منهم وهو يريد الحلال ، أنزوجه ؟ قال مالك لهم: ما أدري في ذلك بأساً في الدين، ولكن أكره إذا وجدت إمرأة حامل قيل لها من زوجك، قالت من الجن، فيكثر الفساد في الإسلام.
    فالإمام مالك من حيث الجواز أجازه بقوله ما أدري في ذلك بأساً في الدين، أما حالة التستر بحمل غير شرعي وإحالة ذلك بالزواج من الجن فكثير الإحتمال.

    رابعاً: العلامة الماوردي يستبعد انسجام الإنسي بالجنية، ويستنكر أن تكون أم الملكة بلقيس من الجن لتباين الجنسين والطَبْعين .

    خامسا: العلامة العماد بن يونس وتبعه بن عبد السلام يخالفان رأي الإمام مالك بعدم إباحة زواج الجني بالإنسية وعكسه، لأن الله جعل التأنيس للإنسي من نوعه والجني أو الجنية لا يستأنس بهم الإنسيي أو الإنسية لاختلاف في ذات التكوين للنوعين ، وقال الإمام السيوطي فيه نظر .

    سادساً: أجاز العلامة (القمولي) جواز زواج الإنسي بالجنية وعكسه كما يفيد ذلك العلامة المناوى وهما من علماء الشافعية .

    سابعاً: ذكر الشيخ جمال الدين الأسنوى في جملة مسائل قدّمها إلى قاضي القضاة شرف الدين البارزي ، قال : إذا أراد أن يتزوج إنسان إمرأة من الجن- على افتراض إمكانه - هل يجوز ذلك أم يمتنع ؟
    فأجاب البارزي: لا يجوز له التزوج من الجن لأن الله سبحانه وتعالى قال : (والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا) النحل 72،
    وقال تعالى (ومن آياته أن خلق خلق لكم من أنفسكم أزواجاً) الروم21.
    والمفسر ون قالوا في تفسير أنفسكم أي نوعكم وجنسكم وعلى خلقتكم الآدمية ، ويحصل من التزاوج النسب وليس بين الإنس والجن نسب، وهو المألوف في الطبع والإئتلاف ، فقد تصبح الزوجة من الجن في تشبه بحيوان أو طائر أو ثعبان.
    فكيف يراها الزوج الإنسي في الليل زوجة على فراشه ؟ والطبع الآدمي لن يقبل أمراً كهذا بل يستنكفه ويمجّه.

    قال ابن العماد في أرجوزته :

    هل جَوَّزُوا نِكَاَحنا من جنَّة مؤمنة قد أيْقَنَتْ بالسُنَّةْ
    عِنْدَ الأِمَــامْ البَاِرِزيِّ يَمْتَنِعْ وقَوْلُهُ بِلاَ دَلِيــــــلِ يَنْدَفِعْ



    هل تصح الصلاة خلف الجني ؟

    هذا السؤال يضع نفسه أمامنا نحن الإنس، هل نصلي مأمومين خلف جني مسلم قارئ مثلنا ؟
    وما من شك أنّ منْ سيكون إماماً لإنس سيكون في صورتهم ، إلا أننا كيف نعرفه أنه جني ؟ وعلى فرض لو عرفناه بعلامات رأيناها أمامنا بأن تحول بعد الصلاة إلى شكل غير إنسان، أو غاب عنا ومن أمامنا بطريقة لم نألفها، ولم يكن هو من سكان محلتنا التي نسكن بها مثلاً .

    الشيخ أبو البقاء العكبري الحنبلي أقر صحة الصلاة خلف الجن لأنهم مكلفون كالإنس وأمروا بالعبادة، والصلاة من أهم العبادات.
    نقل ذلك أبن الصيرفي الحرافي في فوائده عن شيخه أبي البقاء أنه سئل عن الصلاة خلف الجني، فقال تصح لأنهم مكلفون والرسول عليه الصلاة والسلام أرسل إليهم.

    أما ما يحكى عن بعض الروايات بأن بعضاً من الناس يرون المساجد في أوقات متأخرة من الليل فيسمعون جماعات تؤدي الصلاة ليلاً ثم لا يرى ذلك على العيان حينما يبدأ الداخلون إلى نحو ما سمعوا من الأصوات بداخل المسجد، فلم تؤيد هذه الأخبار بحجة محسوسة أو مرئية من ثقات الرجال، فإنهم قد يؤدون صلاتهم في مواضع تواجدهم وعلماؤهم يعلمون قول الرسول صلى الله عليه و سلم (جعلت لي الأرض مسجداً وترابها طهورا) ومعنى الحديث صالح للإنس والجن.

    * * * * *


    هل يرى الإنسي الجني كما خلقه الله ؟
    أم يراه كما يريده الجني له بتشكله ؟

    عرفنا مما مضى أن الجني له قدرة على التشكل بالإنسان والحيوان والطيور والثعابين، لكن الله خلقه بتخليق ذاتي بعد أن تحول تخليقه الأصلي من النار والمارد إلي م خلوق يأكل ويشرب ويتزوج ويتكلم ويقرأ ويحفظ.

    هل يرى الإنسي إبن آدم ، الجني إبن إبليس بشكله الذاتي الذي خلقه الله فيه بعد تحوله من الأصل الناري ؟

    الإمام الشافعي رضي الله عنه نروى له هذه المقولة :

    "من زعم أنه يرى الجني أبطلنا شهادته ما لم يكن الزاعم نبيا"

    وزيدت في رواية أخرى، من زعم من أهل العدالة ، رويت مقولة الإمام في مناقبه كما رواها الإمام البيهقي نقلاً عن الربيع أنه قال: قال الشافعي : وكلمة زعم تأتي في معنى ما يشك فيه غالباً فإذا قلت يزعم فلان أن إبنه أكبر من إبن فلان، تقول هذا القول وأنت شاك في قوله ،
    وتأتي بمعنى كفل و ضمن كقول يوسف لأخوته (ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم) سورة يوسف 72.
    أي ضامن وكافل.
    والإمام الشافعي في قوله من زعم يبدو من تعبيره من أيقن وإدعى ، وأن الرجل (الشاهد) لو قال أمامه رأيت الجن وكان شاهداً في قضية أمامه أبطل شهادته وأعتبره غير عدل.

    ونخلص من كلام الشافعي رضي الله عنه، أنه لا يصدق من قال أنه رأى الجن واستثنى الأنبياء عليهم السلام لأنهم في وضع يختلف عن غيرهم من البشر لأنهم رسل الله.

    قال تعالى (ا لله يصطفى من الملائكة رسلاً ومن الناس) الحج 75.
    وقد ثبت ذلك عملاً للأنبياء فجاء في القرآن - تسخير الله الجن لسليمان -.

    قال تعالى (ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملاً دون ذلك وكنا لهم حافظين) الأنبياء 82.

    وقال تعالى (ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات إعملوا آل داؤود شكراً وقليل من عبادي الشكور) سبأ 12 و 13 .

    وقصة الشيطان الذي اعترض الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، وذلك ما رواه الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فصلى صلاة الصبح وهو خلفه فقرأ، فالتبست عليه القراءة، فلما فرغ من صلاته قال: لو رأيتموني وإبليس فأهويت بيدي فما زلت أخنقه حتى وجدت بُرْدَ لعابه بين أصبعيَّ هاتين الإبهام والتي تليها. ولولا دعوة أخي سليمان لأصبح مربوطاً بسارية من سواري المسجد يتلاعب به صبيان المدينة من استطاع منكم ألا يحول بينه وبين القبلة أحد فليفعل .

    ذكر الله الجن في القرآن ذكراً عاماً لجنسه ، وذكر أن تخليقهم الذاتي من النار وتق دم الإيضاح عن ذلك عن أصل التخليق للجن والإنس والملائكة.
    ووصف القرآن الإنسان في تخليقه بعد الأصل الترابي بوصف الجمال في التخليق ،
    قال تعالى : (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) التين4،
    وكلمة أحسن تدل على الجمال وتقويم الإنسان في تخليقه يختلف عما يرى من باقي مخلوقات الله التي تُـرى في كوكبنا الأرضي الذي نعيش فيه.
    والجن لم يصفهم القرآن بتخليق معين لا بحسن ولا بقبح كوصفه للإنسان والله يعلم أصل تخليقهم الأساسي وتخليق حياتهم الدنيوية التي يعيشونها كعلمه بباقي مخلوقاته ، غير أن ما استقر في النفس الإنسانية أن الشياطين والجن قبيحة المنظر ، لهذا يأتي التشبيه بكل غير جميل بجني أو شيطان،
    وتدل آية الصافات في قوله تعالى : (أنها شجرة تخرج من أصل الجحيم طلعها كأنه رؤوس الشياطين) الصافات 65 .، على وصف مخيف أو فيه قباحة.

    على هذا يأتي في الخلاصة مما تقدم، أن الإنسان لا يقدر ولم تعط له هذه المزية في أن يرى الجني بتخليقه الحقيقي الذي خلقه الله فيه، وأعطيت هذه المزية لرسله فقط كما قال الإمام الشافعي رحمه الله في مقولته ما لم يكن الزاعم نبياً.

    لأن القصص والحكايات التي تـُروى ودُونت في كثير من الكتب التي تتحدث عن حياة الجن في عصور متقدمة في العصور الجاهلية، أو في العهد الإسلامي في قرونه الأولى والمتوسطة وإلى قرننا هذا ، تحكي تلك المؤلفات قصصاً وحكايات حصلت لكثير من الناس وكل القصص تروى أن ما رأته طير أو ثعبان أو كلب أو إنسانا أو سماع أصوات دون شخصية .
    وهكذا كما جاء أن الجن ثلاثة أنواع، لكن يوجد في حياتنا الطير والكلب والثعبان والناس،

    فأين الجني في تخليقه الذاتي في جنسه كما وجد ؟

    فيما يبدو، والله أعلم أن حقيقة تخليقهم سترت على البشر،

    وليست تلك القصص بقليلة العدد ففي الإمكان جمعها في مؤلفات ضخمة، وبعضها قد تكون حدثت فعلاً وليست بعيدة الوقوع، لكن ما زيد أكثر مما وقع ،
    والبعض من تلك القصص هي من نسج الخيال، وما أكثر المؤلفين لحكايات الجن بقصد التشويق في أوقات السمر قبل أن يوجد التلفاز صديق السمر وعدو الكتاب في آن واحد، فكتب أهل الخيال ما يشوق السامعين لما تسترت حقيقتهم عن الإنسان .

    لقد قال الإمام الشافعي من زعم أنه يرى الجن أبطلنا شهادته، وقال أيضاً يعزّر مدعي رؤية الجن -كما ذكر ذلك العلامة الشيخ أحمد بن حجر الهيثمي في تحفته - ،
    والمقصود بذلك مدعي الرؤية بأصل التخليق لأنه يخالف النص القرآني في قوله تعالى : (أنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم) الأعراف 37.
    وقد قال بعض العلماء أن من إدعى رؤية الجن بصورة خلقهم الذي وجدوا فيه قالوا بكفره ، لأنه خالف نص القرآن حيث قال سبحانه وتعالى (من حيث لا ترونهم)، وهكذا كان قول العلامة (الشربيني) في المغني فمن يدعي رؤيتهم حقيقة التخليق.
    والإمام بن حجر العسقلاني يقول في فتح الباري ج 6/264، أن الإمام الشافعي يقصد مدعي رؤية الجن في أصل الذي خلقهم الله فيه بعد تحولهم من بداية التخليق الناري، أما من زعم الرؤية متشكلاً في صورة إنسان أو كلب أو حيوان أو نحوه فجائز.
    وقد سبق أن الصحابي أبا هريرة لم يعرف أن الشيطان الذي يحثو من طعام الصدقة التي أمره الرسول عليها أن ذاك هو شيطان، كان يراه إنسانا وجاءه ثلاث مرات والرسول يعلم ما يجرى،
    ولم يعرف أبو هريرة أن أسيره من الجن حتى أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم له ذلك
    للعلم أن الخلاف مازل مستمر بين العلماء سبب طرحي للموضوع حتى لا يعتقد البعض بأن كل ما يتم تفسيره هو الصواب ويأخذ منه دون التعمق في
    شكرا

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 11:24 am