: : صلاتي...حياتي : :

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

: : صلاتي...حياتي : :

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي

: : صلاتي...حياتي : :

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مـــــــنتديــــــــــــــات صـــــــــلاتي..حــــــــــــــياتي


    كذبات أمي الثمانية

    ابى يحيى
    ابى يحيى
    المشرف
    المشرف


    ذكر عدد المساهمات : 138
    نقاط : 55509
    السٌّمعَة : 7
    تاريخ التسجيل : 15/04/2009
    العمر : 46

    كذبات أمي الثمانية Empty كذبات أمي الثمانية

    مُساهمة من طرف ابى يحيى الإثنين أبريل 19, 2010 9:20 pm

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    كثيرون منا لهم قصصهم مع أمهاتهم.. وليس غريبآ في المجتمعات العذراء – وهنا أعني المجتمعات ذات القيم الإنسانية والوجدانية .. أعني غير المادية وغير الذكورية – ليس غريبآ أن يفضل الأبناء أمهاتهم على آبائهم مع الإحتفاظ للأب بمكانته، والإعتراف بتضحياته لبناء أسرته ورعاية أبنائه وبناته..
    تذكرت هذه القصة التي قصها علي الزميل العزيز عماد مرتضى بعد زيارة لي لإجراء تحقيق صحافي في دور المسنين.. وهناك لم أصدق ما تراه عيناي وتسمعه أذناي..
    تقول واحدة: يا وليدي أنا هنا منذ أكثر من أربعة أشهر وضعني إبني ولم أعد أراه..
    وأخرى قالت: ليس لي أحد إلا ابنتي وزوجها لا يسمح لها بأن تزورني.. أنا أعرف أنا بارة ولكن... زوجها أولى !!!
    وقد منعني أحد الأبناء من تصوير والدته لأن هذا يشوه سمعته في نظر الناس.. ولم يكن شعور أمه يهمه.. وللأمانة فقد وجدت هذا الموضوع المبكي في العديد من المنتديات والمواقع.. وحتى لا تضيع حقوق الملكية الفكرية فإني لا أستطيع أن أنسبه إلى أحد ولو أن واحدآ من المواقع ذكر اسم الكاتب لراجت قصته وأصبح من المشاهير.. إليك القصة...

    ثماني مرات: كذبت أمي عليّ.. تبدأ القصة عند ولادتي، فكنت الإبن الوحيد في أسرة شديدة الفقر فلم يكن لدينا من الطعام ما يكفينا.. وإذا وجدنا في يوم من الأيام بعضا ًمن الأرز لنأكله ويسد جوعنا... كانت أمي تعطيني نصيبها، وبينما كانت تحوِّل الأرز من طبقها إلى طبقي كانت تقول: يا ولدي تناول هذا الأرز، فأنا لست جائعة !!!
    وكانت هذه كذبتها الأولى

    وعندما كبرت كانت أمي تنتهي من شؤون المنزل وتذهب للصيد في نهر صغير بجوار منزلنا، كان عندها أمل أن أتناول سمكة قد تساعدني على أن أتغذى وأنمو. وفي إحدى المرات استطاعت بفضل الله أن تصطاد سمكتين، أسرعت إلى البيت وأعدت الغداء ووضعت السمكتين أمامي فبدأت أنا بتناول السمكة الأولى شيئا فشيئا. وكانت أمي تتناول ما يتبقى من اللحم حول العظام والشوك.. اهتز قلبي لذلك فوضعت السمكة الأخرى أمامها لتأكلها، فأعادتها أمامي فورا.. وقالت: يا ولدي تناول هذه السمكة أيضا، ألا تعرف أني لا أحب السمك !!!
    وكانت هذه كذبتها الثانية

    وعندما كبرت كان لابد أن ألتحق بالمدرسة، ولم يكن معنا من المال ما يكفي مصروفات الدراسة، ذهبت أمي إلى السوق واتفقت مع موظف بأحد محال الملابس أن تقوم هي بتسويق البضاعة بأن تدور على المنازل وتعرض الملابس على السيدات، وفي ليلة شتاء ممطرة، تأخرت أمي في العمل وكنت أنتظرها بالمنزل، فخرجت أبحث عنها في الشوارع المجاورة.. وجدتها تحمل البضائع وتطرق أبواب البيوت.. ناديتها: أمي..هيا نعود إلى المنزل فالوقت متأخر والبرد شديد وبإمكانك أن تواصلي العمل في الصباح...
    فابتسمت أمي وقالت لي: يا ولدي.. أنا لست مرهقة!!!
    وكانت هذه كذبتها الثالثة

    وفي يوم اختبار آخر العام بالمدرسة، أصرت أمي على الذهاب معي، ودخلت أنا ووقفت هي تنتظر خروجي في حرارة الشمس المحرقة، وعندما دق الجرس وانتهى الامتحان خرجت لها فاحتضنتني بقوة ودفء وبشرتني بالتوفيق من الله تعالى.. وجدت معها كوبا فيه مشروب كانت قد اشترته لي كي أتناوله عند خروجي، فشربته من شدة العطش حتى ارتويت.. بالرغم من أن احتضان أمي لي كان أكثر بردا وسلاما.. وفجأة نظرت إلى وجهها فوجدت العرق يتصبب منه، فأعطيتها الكوب على الفور وقلت لها: اشربي يا أمي
    فردت: يا ولدي اشرب أنت، أنا لست عطشانة!!!
    وكانت هذه كذبتها الرابعة

    وبعد وفاة أبي كان على أمي أن تعيش حياة الأم الأرملة الوحيدة، وأصبحت مسئولية البيت تقع عليها وحدها ويجب عليها أن توفر جميع الاحتياجات، فأصبحت الحياة أكثر تعقيدا وصرنا نعاني الجوع، كان عمي رجلا طيبا وكان يسكن بجانبنا ويرسل لنا ما نسد به جوعنا.. وعندما رأى الجيران حالتنا تتدهور من سيء إلى أسوأ، نصحوا أمي بأن تتزوج رجلا ينفق علينا فهي لازالت صغيرة..
    ولكن أمي رفضت الزواج قائلة : أنا لست بحاجة إلى الحب!!!
    وكانت هذه كذبتها الخامسة

    وبعدما انتهيت من دراستي وتخرجت من الجامعة، حصلت على وظيفة إلى حد ما جيدة، اعتقدت أن هذا هو الوقت المناسب لكي تستريح أمي وتترك لي مسؤولية الإنفاق على المنزل.. في ذلك الوقت لم يعد لديها من الصحة ما يعينها على أن تطوف بالمنازل، فكانت تفرش فرشا في السوق وتبيع الخضروات كل صباح.. وعندما رفضت أن تترك العمل خصصت لها جزءا من راتبي، رفضت أن تأخذه
    قائلة: يا ولدي احتفظ بمالك، إن معي من المال ما يكفيني!!!
    وكانت هذه كذبتها السادسة

    وبجانب عملي واصلت دراستي كي أحصل على درجة الماجيستير، وبالفعل نجحت وارتفع راتبي.. ومنحتني الشركة التي أعمل فيها الفرصة للعمل بالفرع الرئيسي لها، فشعرت بسعادة بالغة، وبدأت أحلم ببداية جديدة وحياة سعيدة.. وبعدما سافرت وهيأت الظروف، اتصلت بأمي أدعوها لكي تأتي للإقامة معي، ولكنها لم تحب أن تضايقني
    وقالت: يا ولدي... أنا لست معتادة على المعيشة المترفة!!!
    وكانت هذه كذبتها السابعة

    كبرت أمي وأصبحت في سن الشيخوخة، وأصابها مرض السرطان اللعين.. وكان يجب أن يكون بجانبها من يعتني بها، ولكن ماذا أفعل فبيني وبين أمي الحبيبة بلاد، تركت كل شيء وذهبت لزيارتها في منزلنا، فوجدتها طريحة الفراش بعد إجراء العملية.. عندما رأتني حاولت أمي أن تبتسم لي ولكن قلبي كان يحترق لأنها كانت هزيلة جدا وضعيفة، ليست أمي التي أعرفها.. انهمرت الدموع من عيني ولكن أمي حاولت أن تواسيني...
    فقالت: لا تبكي يا ولدي فأنا لا أشعر بالألم!!!
    وكانت هذه كذبتها الثامنة

    وبعدما قالت لي ذلك، أغلقت عينيها، فلم تفتحهما بعدها أبدا...

    إلى كل من ينعم بوجود أمه في حياته...
    حافظ على هذه النعمة قبل أن تحزن على فقدانها...
    وإلى كل من فقد أمه الحبيبة...
    تذكر دائما كم تعبت من أجلك...
    وادع الله تعالى لها بالرحمة والمغفرة...

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 10:47 am